في الآونة الأخيرة، أثار اقتراح "الرسوم الجمركية المتساوية" الذي تسبب في تقلبات في الأسواق العالمية اهتمامًا واسعًا. إن طريقة تقديم هذه الخطة مثيرة للجدل، كما أن المنطق والأهداف وراءها أثارت العديد من التخمينات.
تبدو طريقة حساب هذه الخطة بسيطة: يتم تقسيم الفائض التجاري الحقيقي للشركاء التجاريين الرئيسيين مع الولايات المتحدة العام الماضي على إجمالي صادراتهم من السلع، ثم تقسيم الناتج على اثنين، للحصول على ما يسمى "معدل الضريبة المتكافئ". ومع ذلك، قد تخفي هذه الطريقة الحسابية التي تبدو اعتباطية، اعتبارات استراتيجية أعمق.
في الوقت الحالي، توجد آراء متباينة حول هذه الخطة الجمركية في السوق. يعتقد أحد الآراء أنها سياسة وطنية طويلة الأجل تهدف إلى تغيير هيكل التجارة العالمية، وقد تؤدي إلى تحول الولايات المتحدة نحو العزلة، مما سيكون له تأثير سلبي طويل الأمد على الاقتصاد العالمي. من ناحية أخرى، يعتبرها البعض استراتيجية تفاوضية تهدف إلى الحصول على مزيد من الفوائد في التنافس مع شركاء التجارة والشركات الكبرى.
على الرغم من أن مقدمي هذا الاقتراح قد أكدوا عدة مرات خلال الحملة الانتخابية وعملهم في السلطة على أهمية سياسة التعريفات، ووصفوها كوسيلة لتعزيز عودة الصناعة، واعتبروها التزامًا سياسيًا تجاه بعض المجموعات الانتخابية. إلا أن هناك وجهة نظر ترى أن التعريفات قد تكون مجرد ورقة ضغط، وقد تتضمن أهدافها النهائية ما يلي:
زيادة الطلبات الخارجية، مثل تحفيز دول أخرى على شراء المزيد من السلع الأمريكية.
خلق المزيد من فرص العمل المحلية، وجذب الشركات الكبرى للاستثمار في بناء المصانع في الولايات المتحدة.
محاصرة المنافسين بشكل معقول، وإجبار بعض الدول على الانضمام إلى التحالف، لمزيد من حصار دول معينة.
علاوة على ذلك، قد تؤثر تقلبات السوق الناجمة عن سياسة التعريفات الجمركية بشكل غير مباشر على السياسة النقدية، مما يضع ضغطًا على صانعي القرار.
ومع ذلك، فإن احتمال أن تكون الرسوم الجمركية سياسة وطنية طويلة الأجل صغير. بالنظر إلى الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها العام المقبل، فإن الرسوم الجمركية المرتفعة على المدى الطويل قد تؤدي إلى ركود اقتصادي، وانخفاض في سوق الأسهم، وزيادة التضخم، مما قد يؤثر على مقاعد الحزب الحاكم في الكونغرس، وبالتالي يضعف قدرته على الحكم في العامين المقبلين.
من الجدير بالذكر أنه بعد أقل من أسبوع من إعلان خطة التعريفات، بدأت المواقف المتعلقة بقضية التعريفات في التخفيف مع اتصالات ومفاوضات مع عدة دول. قال مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي إن أكثر من 50 دولة بدأت بالفعل في مفاوضات تجارية. كما أشار المستشار التجاري الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض التعريفات والعوائق غير التعريفية.
ومع ذلك، قد تحدث مفاجآت خلال عملية التفاوض. على سبيل المثال، قد لا تسير المفاوضات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين (مثل الاتحاد الأوروبي والصين) بسلاسة، وقد تؤدي حتى إلى تصعيد النزاعات على المدى القصير. لكن بالنظر إلى أن معظم الدول قد تتفاوض بنشاط مع الولايات المتحدة، فإن احتمال تفاقم الوضع بشكل عام ليس كبيرًا.
بالنسبة لصانعي السياسات، فإن الحصول على المزيد من "الإنجازات" قبل انتخابات منتصف العام المقبلة لا يزال هو المهمة الأساسية. قد تؤثر معدلات التضخم المرتفعة وتقلبات السوق على سياساتهم في النصف الثاني من فترة ولايتهم. لذلك، فإن إنهاء المفاوضات في وقت مبكر سيكون أكثر فائدة لهم.
بصفتهم صانعي عدم اليقين، يأمل صانعو السياسات أيضًا في القضاء على عدم اليقين قبل انتخابات منتصف العام المقبلة لضمان مصالحهم السياسية.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
تسجيلات الإعجاب 7
أعجبني
7
5
إعادة النشر
مشاركة
تعليق
0/400
FreeRider
· منذ 5 س
مرة أخرى دون الالتزام بالقواعد... اللعب ببعض الحيل الجديدة
شاهد النسخة الأصليةرد0
MEVSandwichVictim
· منذ 5 س
يضحك حتى الموت، هل ترغب في بدء جمع النقود مرة أخرى؟
شاهد النسخة الأصليةرد0
Web3ProductManager
· منذ 5 س
نظرًا لقياس تجربة المستخدم هنا... بصراحة، هذه السياسة التعريفية ليست سوى نقطة احتكاك أخرى في التجارة العالمية pmf
شاهد النسخة الأصليةرد0
StakeOrRegret
· منذ 5 س
يجب أن يكون هناك big dump في سوق الأسهم الأمريكية...
شاهد النسخة الأصليةرد0
HalfIsEmpty
· منذ 5 س
مرة أخرى يريدون خداع المستثمرين الصغار والانتظار حتى الانهيار
اللعبة الاستراتيجية وراء خطة التعريفات: ورقة مساومة في المفاوضات أم سياسة وطنية طويلة الأمد
الاعتبارات الاستراتيجية وراء خطة التعريفات
في الآونة الأخيرة، أثار اقتراح "الرسوم الجمركية المتساوية" الذي تسبب في تقلبات في الأسواق العالمية اهتمامًا واسعًا. إن طريقة تقديم هذه الخطة مثيرة للجدل، كما أن المنطق والأهداف وراءها أثارت العديد من التخمينات.
تبدو طريقة حساب هذه الخطة بسيطة: يتم تقسيم الفائض التجاري الحقيقي للشركاء التجاريين الرئيسيين مع الولايات المتحدة العام الماضي على إجمالي صادراتهم من السلع، ثم تقسيم الناتج على اثنين، للحصول على ما يسمى "معدل الضريبة المتكافئ". ومع ذلك، قد تخفي هذه الطريقة الحسابية التي تبدو اعتباطية، اعتبارات استراتيجية أعمق.
في الوقت الحالي، توجد آراء متباينة حول هذه الخطة الجمركية في السوق. يعتقد أحد الآراء أنها سياسة وطنية طويلة الأجل تهدف إلى تغيير هيكل التجارة العالمية، وقد تؤدي إلى تحول الولايات المتحدة نحو العزلة، مما سيكون له تأثير سلبي طويل الأمد على الاقتصاد العالمي. من ناحية أخرى، يعتبرها البعض استراتيجية تفاوضية تهدف إلى الحصول على مزيد من الفوائد في التنافس مع شركاء التجارة والشركات الكبرى.
على الرغم من أن مقدمي هذا الاقتراح قد أكدوا عدة مرات خلال الحملة الانتخابية وعملهم في السلطة على أهمية سياسة التعريفات، ووصفوها كوسيلة لتعزيز عودة الصناعة، واعتبروها التزامًا سياسيًا تجاه بعض المجموعات الانتخابية. إلا أن هناك وجهة نظر ترى أن التعريفات قد تكون مجرد ورقة ضغط، وقد تتضمن أهدافها النهائية ما يلي:
علاوة على ذلك، قد تؤثر تقلبات السوق الناجمة عن سياسة التعريفات الجمركية بشكل غير مباشر على السياسة النقدية، مما يضع ضغطًا على صانعي القرار.
ومع ذلك، فإن احتمال أن تكون الرسوم الجمركية سياسة وطنية طويلة الأجل صغير. بالنظر إلى الانتخابات النصفية المقرر إجراؤها العام المقبل، فإن الرسوم الجمركية المرتفعة على المدى الطويل قد تؤدي إلى ركود اقتصادي، وانخفاض في سوق الأسهم، وزيادة التضخم، مما قد يؤثر على مقاعد الحزب الحاكم في الكونغرس، وبالتالي يضعف قدرته على الحكم في العامين المقبلين.
من الجدير بالذكر أنه بعد أقل من أسبوع من إعلان خطة التعريفات، بدأت المواقف المتعلقة بقضية التعريفات في التخفيف مع اتصالات ومفاوضات مع عدة دول. قال مدير المجلس الاقتصادي الوطني الأمريكي إن أكثر من 50 دولة بدأت بالفعل في مفاوضات تجارية. كما أشار المستشار التجاري الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى خفض التعريفات والعوائق غير التعريفية.
ومع ذلك، قد تحدث مفاجآت خلال عملية التفاوض. على سبيل المثال، قد لا تسير المفاوضات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين (مثل الاتحاد الأوروبي والصين) بسلاسة، وقد تؤدي حتى إلى تصعيد النزاعات على المدى القصير. لكن بالنظر إلى أن معظم الدول قد تتفاوض بنشاط مع الولايات المتحدة، فإن احتمال تفاقم الوضع بشكل عام ليس كبيرًا.
بالنسبة لصانعي السياسات، فإن الحصول على المزيد من "الإنجازات" قبل انتخابات منتصف العام المقبلة لا يزال هو المهمة الأساسية. قد تؤثر معدلات التضخم المرتفعة وتقلبات السوق على سياساتهم في النصف الثاني من فترة ولايتهم. لذلك، فإن إنهاء المفاوضات في وقت مبكر سيكون أكثر فائدة لهم.
بصفتهم صانعي عدم اليقين، يأمل صانعو السياسات أيضًا في القضاء على عدم اليقين قبل انتخابات منتصف العام المقبلة لضمان مصالحهم السياسية.